الجامعة بدأت مسيرتها بخمس كليات هي كلية الطب والعلوم الصحية.. كلية المختبرات.. كلية التمريض.. كلية الهندسة بشقيها الميكانيكية والإلكترونية.. كلية العلوم الإدارية ولاحقا أضيفت لها كلية طب الأسنان وكلية الصيدلة
نتقدم بالشكر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدورها في إنشاء ثلاثة معامل لكلية الصيدلة إضافة إلى دعم كلية طب الأسنان
الآن 60% من طلاب الجامعة..24 دفعة داخل قاعات المحاضرات والمعامل يواصلون دراستهم حضوريا و40% يقومون بالدراسة الهجين
أول دفعة تم استيعابها في جامعة المناقل كان في يوم 23 -11-2016
حوار: هشام أحمد المصطفى (أبو هيام)
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين ـ عباس الشيخ
مقدمة الحوار:
جامعة المناقل للعلوم والتكنولوجيا تعتبر من أعرق الجامعات في ولاية الجزيرة، قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوز ومن أجل تسليط الضوء على جميع المؤسسات التعليمية في البلاد أجرتا حوارا توثيقا مع مدير جامعة المناقل للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور يوسف فضل الله محمد، الذين أعطى نبذة تعريفية عن إنشاء جامعة المناقل في العام 2016 بجهد شعبي خالص.
وأضاف البروفيسور يوسف أن الجامعة تجد كل الدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والخيرين في منطقة المناقل. وقدم مدير الجامعة صوت شكر للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في دحر المليشيا المتمردة من ولاية الجزيرة، والمحافظة على ممتلكات الجامعة، حيث كانت الجامعة مقرا لقيادة هيئة العلميات وقائد المتحرك الغربي والمقاومة الشعبية لمدة 17 شهرا.. فإلى مضابط الحوار:
مرحبا بك البروفيسور يوسف وأنت ضيفا عزيزا علينا ماذا أنت قائل؟
في البدء أرحب بالإخوة في قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوز في رحاب جامعة المناقل للعلوم والتكنلوجيا.
و في البداية أحب أن أعطي فكرة عامة عن إنشاء هذه الجامعة، الجامعة أنشئت بجهد شعبي خالص في العام 2016 بجهد من العاملين في محلية المناقل الكبيرة قبل أن تنفصل عنها محلية 24 القرشي.
والجامعة بدأت مسيرتها بخمس كليات هي كلية الطب والعلوم الصحية، كلية المختبرات، كلية التمريض، كلية الهندسة بشقيها الميكانيكية والإلكترونية وكلية العلوم الإدارية، ولاحقا أضيفت لها كلية الأسنان وكلية الصيدلة.
والجامعة كجامعة ناشئة تجد كل الدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومن الخيرين، والجامعة خلال الثمانية أعوام الماضية خرجت طلابا.
وأحب أن أشير إلى أن أول دفعة تم استيعابها في جامعة المناقل كان في يوم 23 -11-2016، والآن وبحمد الله وبعد كل هذه التغيرات منذ العام 2019 من إغلاق وخلافه الجامعة كانت مواصلة دراستها والجامعة حتى الآن خرجت دفعة من كلية الطب عددهم 102 طالبا، كما قامت بتخريج دفعة من كلية الهندسة ودفعة من كلية العلوم الإدارية ودفعة من المختبرات ودفعة من التمريض، وبنهاية هذا العام ستتخرج ثلاث دفع أخرى مرتبطة بالتمريض والمختبرات وعلوم الإدارة والجامعة مستقرة والحمد لله.
وكما هو معلوم الجامعة هي الجامعة الوحيدة في ولاية الجزيرة التي لم تتأثر بالحرب اللعينة وذلك بفضل القوات المسلحة ومن ساندهم في هذا المجال في حماية الأرض والعرض لذلك سميت مدينة المناقل مدينة الصمود والقوات المسلحة احتفظت بالجامعة وارتكزت بها.
البروفيسور يوسف دعنا نتساءل عن الوضعية والكيفية التي وجدتم بها هذه الجامعة عندما تم تعيينك وما هي الإضافات التي قمتم بها حتى تصبح جامعة عريقة ذات ارث تاريخي ورسالة متميزة وسط المجتمع؟
تم تعييني مديرا لهذه الجامعة في النصف الثاني من العام 2022م يعني حوالى ثلاث سنوات، ومن سبقوني بالعمل في هذه المؤسسة عاشوا ظروفا صعبة جدا وعدم الاستقرار كان واردا.
والمدير والمؤسس كان له الفضل الأكبر في إنشاء هذا الصرح الذي ترونه الآن بروفيسور أحمد الطيب، واعقبه على إدارة الجامعة إثنين من المدراء واعتقد أن فتراتهم لم تكن طويلة ودائما الانجاز والأداء يأتي نتيجة للاستقرار وبتوفير المعينات والمتطلبات الأخرى.
وعندما حضرت إلى الجامعة في بداية تكوينها كانت بها بعض الاشكاليات التي تستحق المعالجة العاجلة وخاصة المعامل.
وفي المعامل كانت أكبر مشكلة، إضافة إلى أن الطلاب كانوا يطالبون بهذه المعامل مما أدى إلى إغلاق الكلية. وفيما بعد ذهبت إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهي مشكورة لم تقصر أبدا قامت بإنشاء ثلاثة معامل لكلية الصيدلة إضافة إلى دعم كلية طب الأسنان والآن الجامعة بها معامل ممتازة جدا، فقط هناك بعض النواقص نتيجة لتوسع الجامعة الرأسي والأفقي.
وتتلخص مشكلات الجامعة في ضيق مساحتها إضافة إلى مشكلات الكهرباء وعندما حضرنا إلى الجامعة وجدنا جميع التوصيلات أرضية والآن أصبحت جميع التوصيلات الكهربائية هوائية، كذلك هناك إنشاءات في تسوير الجامعة، كما قمنا بهيكلة الجامعة لجميع الإدارات والوحدات، والحمد لله الآن الجامعة مستقرة بصورة ممتازة جدا.
وكما ذكرت في بداية حديثي أن الجامعة بها خمس كليات في المجال الصحي وهي مستقرة وتتقاسم كثيرا من المشتركات في المعامل وغيرها.
والجامعة في الفترة السابقة كانت مقرا لجميع النشاط في ولاية الجزيرة، ورئاسة الولاية وهيئة العمليات والقوات المسلحة قامت بحماية وكانت مرتكزة في جامعة المناقل لمدة 17 شهرا، ونفس هذا المكتب الذي نجلس عليه الآن كان مخصصا لقائد المتحرك الغربي سعادة اللواء عوض الكريم علي، ومن هنا أتقدم بخالص الشكر للإخوة في هيئة العمليات ومتحرك المناقل الغربي الذين قاموا بصيانة الجامعة ولم نفقد شيئا، كما ساعدوا في اصلاح التلف بالصيانة، وعندما خرجوا من الجامعة نحن راضون عنهم كل الرضاء عن أداءهم خلال الفترة السابقة.
والجامعة كانت مقرا لهيئة العمليات والمقاومة الشعبية، وكانت تدار الجامعة من المكتبة المركزية والجامعة وبفضل الله الخيرين لهم الشكر والتقدير جميعا هي أول جامعة في الولايات المتأثرة بالحرب تقوم بفتح أبوابها لجميع منسوبيها في يوم 20-7 وجميع الطلاب وكل الكادر التدريسي بدأ في هذه الفترة.
البروفيسور يوسف ذكرت في سياق حديثك أن هذه الجامعة من الجامعات المستقرة ما هي العوامل التي جعلتها مستقرة وآمنة ومواصلة لرسالتها؟
طبعا أقصد بالاستقرار أن الجامعة كانت محمية وآمنة ومطمئنة، وهي الجامعة الوحيدة التي لم تدخلها هذه المليشيا، واطمئناننا نتيجة لأننا لم نجد دمارا في هذا الصرح، عدا ثلاث مسيرات تم اطلاقها على الجامعة واحدة على مكتبي هذا وإثنين خارج المكتب، والحمد لله لم تحدث أي أضرار غير تلف بسيط في السقف المستعار وقمنا بصيانته.
وجميع الممتلكات السابقة كانت موجودة وقمنا بتكملة النواقص، والجامعة تعاني مثلها مثل بقية الجامعات الأخرى من هجرة العاملين، كما لدينا نقصا في بعض الأساتذة إضافة إلى النقص في الموظفين وهذا يخلق نوعا من الضغط الكبير.
والجامعات تتعاون فيما بينها في الأستاذة وحدث تلفا لبعض المستهلكات وما وقفت العملية التعليمية.
والآن 60% من طلاب الجامعة، 24 دفعة داخل قاعات المحاضرات والمعامل يواصلون دراستهم حضوريا و40% يقومون بالدراسة الهجين ونقصد بها أون لاين وفي المعمل والجامعة تعمل بنسبة 100% وتعمل بتكلفة عالية لأنها تستعين ببعض الأساتذة من خارج الجامعة.
البروفيسور يوسف كيف ترى رسالة هذه الجامعة واسهاماتها في تطوير التعليم التكنولوجي وإلى أي مدى استفاد المجتمع من وجود هذه الجامعة؟
موقع جامعة المناقل موقع إستراتيجي، والجامعة تقع في منطقة غنية جدا ماديا بشريا، وأنا اعتقد حتى إنشاء هذه الجامعة في تقديري الشخصي تأخر كثيرا.
وأي جامعة لديها رسالة ثلاثية وهي التدريس والتأهيل والبحث العلمي والابتكار وخدمة المجتمع، وخدمة المجتمع هذا أكبر ضلع في مثلث التعليم العالي.
و وجود الجامعة أضاف نوعا من النشاط الثقافي والحراك الاجتماعي والحراك الاقتصادي والمشاركة في جميع الأشياء التي تمر بهذه المرحلة، وأنا كمدير لهذه الجامعة شهدت المرحلة الأولى عندما اجتاحت السيولة والأمطار مدينة المناقل والجامعة كان لها نفرة كبيرة جدا في كليات الطب والمختبرات وجميع الأنشطة، والطلاب لديهم أنشطة مجتمعية كبيرة جدا في هذا الإطار.
والجامعة مستقر ومنار لجميع الأنشطة الاجتمتاعية الأخرى التي تقام داخل المدينة أو في الحرم الجامعي، وفي فترة الحرب الجامعة استضافت عشرين مؤسسة، إضافة إلى بعض الجامعات مثل جامعة الجزيرة، الجامعة الإسلامة، جامعة بحري وحتى الكليات الخاصة، الجامعة استضافت كثيرا من الأنشطة المجتمعية مثل الهلال الأحمر والمجلس الطبي وامتحانات الشهادة السودانية وغيرها.
والجامعة لديها دورا محوريا كبيرا في أنها تستوعب جميع الأنشطة في الفترة السابقة وهذا دورها، والآن الاستقرار بدأ وانطلاق جميع المؤسسات يجب أن تعم كل مرافق المنطقة ليس محلية المناقل والقرشي فقط.
والجامعة تم إنشاءها قبل محلية 24 القرشي، وكما ذكرت لكم الجامعة تم إنشاءها بنشاط مجتمعي كبير من كل قاطني محلية المناقل الكبرى وكان القرار المبدئي الصادر بإنشاء كليات في محلية القرشي، وفي محلية القرشي والآن في مدينة القرشي تم بناء وإنشاء كليتين هما كلية الهندسة وكلية العلوم الإدارية، وهو مبنى مشيد من ثلاثة طوابق نفس مبنى هذه الجامعة بل أجمل.
واجهتنا بعض المشكلات المتمثلة في سكن الطلاب والأساتذة، لأن دعم الطلاب يأتي عن طريق الصندوق القومي لرعاية الطلاب ونحن في الجامعة نقوم بالدعم في هذا الإطار، لكننا غير مسؤولين في المخاطبة، وكما هو معلوم الأراضي هناك تتبع لمشروع الجزيرة والسكك الحديد، وإلى الآن ساعين جادين في توفير هذه الأشياء حتى يتم نقل هذه الكليات إلى محلية 24 القرشي.
نواصل في العدد القادم…
